ناقشت الهند والاتحاد الأوروبي مجموعة شاملة من المواضيع، بما في ذلك الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وحرية التعبير
أُقيمت النسخة الحادية عشرة من حوار الهند-الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان في نيو دلهي يوم الأربعاء (8 يناير 2025)، مؤكدة على المبادئ المشتركة للديمقراطية، والحرية وسيادة القانون بين الطرفين. تركزت المناقشات - التي ترأسها بيوش سريفاستافا، الأمين المشترك (غرب أوروبا) في وزارة الشئون الخارجية، حكومة الهند، وهيرفي دلفين، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الهند - على مجموعة من قضايا حقوق الإنسان والمجالات التي تثير القلق المشترك.

بدأ الحوار بتهنئة الجانبين للناخبين في الهند والاتحاد الأوروبي على مشاركتهم النشطة في العمليات الديمقراطية لعام 2024، من خلال الانتخابات العامة الهندية والانتخابات الأوروبية. تم الاحتفال بهذه الانتخابات والتي تعد من أكبر التجارب الديمقراطية على مستوى العالم، كدليل على الحقوق السياسية والانتخابية لمواطنيهم.

رحبت الوفدين بالفرصة لإجراء مناقشات حرة ومباشرة في إطار الحوار وأكدا على التزامهما المشترك بتعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان. تناولت المحادثات الإنجازات والتحديات والتطورات في مجال حقوق الإنسان منذ الحوار الأخير الذي عقد في يوليو 2022.

الموضوعات الرئيسية المناقشة
ناقشت الهند والاتحاد الأوروبي مجموعة شاملة من الموضوعات، بما في ذلك الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وحرية التعبير على الإنترنت وخارجه. تضمنت المجالات المحددة للتركيز المساواة بين الجنسين، حقوق LGBTQI+، حقوق الطفل، تمكين المرأة، والقضاء على جميع أشكال التمييز.

تناول الطرفان أيضاً موضوعات حاسمة مثل حرية الدين والاعتقاد، ومكافحة الكراهية الدينية، وضمان حرية التجمع والتنظيم. وفي هذا السياق، اتفقا على أهمية الحفاظ على استقلال وتنوع المنظمات المدنية وحماية الصحفيين والأطراف المعنية الأخرى.

فيما يتعلق بعقوبة الإعدام، أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على معارضته، ودعا إلى إلغائها، بينما أكدت الهند على اعترافها بالحق في التنمية كحق من الحقوق الأساسية والعالمية لحقوق الإنسان.

توجه الحوار أيضاً إلى المخاوف المعاصرة مثل التكنولوجيا وحقوق الإنسان، وحقوق المهاجرين، ودور الشركات في الدفاع عن حقوق الإنسان. أقر الجانبان بالحاجة إلى التعاون في معالجة المساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث وفقاً للقانون الإنساني الدولي.

تعزيز التفاعل متعدد الأطراف
شدد الجانبان على أهمية تعزيز الآليات الوطنية والدولية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان. أبرزا أهمية تعزيز التعاون في المنتديات متعددة الأطراف، وبخاصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (HRC).

على هذا النحو، التزمت الهند والاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون وتبادل المعلومات بانتظام بين بعثاتهما الدائمة في جنيف. تهدف هذه الجهود إلى تحديد فرص للإجراءات المشتركة على القضايا المشتركة لحقوق الإنسان على المستوى الدولي.

الالتزام بالقيم الديمقراطية
على ضوء الحوار، أعاد الوفدين تأكيد التفاني المشترك في الديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان. "أعادت الهند والاتحاد الأوروبي تأكيد التزامهما بالمبادئ والقيم المشتركة للديمقراطية، والحرية، وسيادة القانون، والترويج والحماية لجميع حقوق الإنسان"، ذكرت بيان صحفي مشترك.

شكل الحوار منبرًا للتعلم المتبادل، حيث ألقى كلا الجانبين الضوء على طرق النهج والإنجازات المحرزة في تقدم حقوق الإنسان. كما قدم الوفدين وسيلة لمعالجة التحديات واستكشاف الاستراتيجيات لتعزيز المجتمعات الشاملة والعادلة.

تطلعاً إلى المستقبل، أعربت الهند والاتحاد الأوروبي عن نيتهما لمواصلة هذه المناقشات البناءة، حيث تم تحديد موعد للحوار القادم لحقوق الإنسان في العام 2026.

ويأتي الحوار أيضاً في ظل التعاون الاستراتيجي الأوسع نطاقاً بين الهند والاتحاد الأوروبي. من المتوقع أن يساهم تجديد خريطة الطريق للشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والهند، المقررة لاحقاً في العام 2025، في تعزيز العلاقات الثنائية عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك التجارة، وتغير المناخ، والأمن.

كما عكست المشاركة طبيعة العلاقة بين الهند والاتحاد الأوروبي في تطور، حيث توسعت لتشمل مناقشات حول التحديات العالمية الحالية. اعترف الطرفان بأن الشراكة بينهما تحمل القدرة على وضع نموذج قوي لمعالجة القضايا المعقدة، بما في ذلك حقوق الإنسان، من خلال الحوار والتعاون.

عزز حوار حقوق الإنسان الحادي عشر بين الهند والاتحاد الأوروبي الروابط القوية بين الشريكين، مؤكداً التزامهما المشترك بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. من خلال معالجة مجموعة واسعة من المسائل والتزامهما بالتعاون الأوثق، ساهم الحوار في تمهيد الطريق للتفاعل الأعمق والعمل المشترك في المستقبل.

في حين يتنقل الهند والاتحاد الأوروبي في عالم يتميز بالتحديات الجغرافية السياسية والاجتماعية، يظل تعاونهما في تعزيز وحماية حقوق الإنسان حجر الزاوية في شراكتهما. أظهر هذا الحوار ليس فقط الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة، ولكنه تحت الضوء أيضاً على قدرتهما على العمل معاً في معالجة القضايا العالمية من أجل عالم أكثر شمولية وعدل.