قدرة الهند على النمو الاقتصادي التصاعدي يشبه "تأثير الكرة الثلجية"
في تصريح هام، توقع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) بورج برندة أن اقتصاد الهند سيصل إلى 10 تريليون دولار بحلول نهاية هذا العقد. وعبر برندة عن ثقته في مسار نمو الاقتصاد الهندي، مشدداً على إمكانية الانضمام إلى صفوف أكبر اقتصادات العالم.
وفي حديثه للمدير التنفيذي لمجلة Business Today، راهول كانوال، على هامش اجتماع منتدى دافوس الاقتصادي العالمي لهذا العام، أشار برندة إلى أداء الاقتصاد الهندي القوي في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية.
وقال برندة: "نحن نعتقد أنه في العقد المقبل يمكننا التحدث عن اقتصاد قيمته 10 تريليونات دولار، على الأقل في العقدين المقبلين"، معبراً عن آفاق الاقتصاد الهندي. وأقر رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بالنمو السريع للاقتصاد الرقمي في الهند، حيث ينمو بمعدل مضاعف في مقارنة مع بقية الاقتصاد، مما يؤهل البلاد بشكل جيد على المستوى العالمي.
ويستند التفاؤل بشأن اقتصاد الهند على معدل نموه المهم، حيث توقع برندة نمواً بنسبة 8% للسنة الجارية. ويأتي هذا التوقع الإيجابي على الرغم من تباطؤ نمو التجارة العالمية إلى 0.8% العام الماضي من 3.4%. ويدعم ثقة برندة في الاقتصاد الهندي أيضًا مرونته في مواجهة ارتفاع أسعار النفط والصراع بين إسرائيل وحماس، اللذين يشكلان تهديدًا لسلاسل الإمداد العالمية ولها تداعيات على الدول المستوردة للنفط مثل الهند.
وفي حديثه مع قناة نيودلهي التلفزيونية، تطرق برندة إلى إمكانات النمو الاقتصادي الهائل للهند، مشبهًا إياه بـ "تأثير الكرة الثلجية". وشدد على أن مواصلة الإصلاحات وتحقيق السلام الجيوسياسي والاستثمارات في البحث والتطوير والبنية التحتية هي الأساس لتحقيق هذا الهدف الاقتصادي الطموح.
تأتي تصريحات برندة في وقت يستعد فيه الهند، وهي حالياً خامس أكبر اقتصاد في العالم بناتج إجمالي محلي يبلغ حوالي 3.7 تريليون دولار، للنمو بسرعة أكبر بفضل اقتصاده المعتمد على الخدمات وارتفاع الطلب على الخدمات الرقمية عالمياً.
وتطرق برندة أيضًا إلى السياق الاقتصادي العالمي، مشيراً إلى أنه على الرغم من تباطؤ النمو والصراعات الجيوسياسية التي تضرب نمو الاقتصاد عالمياً، هناك علامات على التعافي. ويرجح أن تتجنب الولايات المتحدة الانكماش الاقتصادي وأن تستعيد الصين زخمها في الجزء الأخير من العام.
وتناول رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي أيضاً تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل بعض الوظائف في الفترة القصيرة، إلا أنه في نهاية المطاف يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والرفاهية، مما يمكن من القضاء على الفقر، لاسيما في الاقتصادات مثل الهند.
وفي ختام تصريحاته، شدد برندة على أهمية التعاون العالمي وبناء الثقة، وخصوصاً في عالم يواجه تنافس جيوسياسي كبير وتحديات مثل الأوبئة وتغير المناخ والهجمات السيبرانية. تعكس فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، تحت شعار إعادة بناء الثقة في عالم متفكك، ضرورة هذا التعاون لمعالجة تلك القضايا العالمية الملحة.