تمتلأ الثناء الدولي على جهود الإنقاذ الشجاعة في حادث انهيار نفق سيليكيارا-باركوت بأوتاراخاند، حيث تم إجلاء العمال واحدًا تلو الآخر في الـ28 من نوفمبر 2023.
حظيت الجهود الباسلة في عمليات الإنقاذ في نفق أوتاراكاند بإشادة عالمية

في عرض مذهل للتعاون الدولي والخبرة التقنية، حظيت عملية الإنقاذ الناجحة لـ 41 عاملاً من نفق سيلكيارا-باركوت في ولاية أوتاراكاند بالهند في 28 نوفمبر 2023 بإشادة من جميع أنحاء العالم.

كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من بين أوائل الذين رحبوا بجهود الإنقاذ. كما أعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني البانيزي عن تقديره.

انهار النفق، الذي يعد جزءًا من مشروع بناء في منطقة أوتاركاشي، في 12 نوفمبر 2023، حوالي الساعة 5:30 صباحًا، محاصراً العمال على بعد حوالي 200 متر من مدخله.

أدت هذه الحادثة إلى بدء عملية إنقاذ فورية ومكثفة، تم تسميتها بـ "عملية زنداجي" (الحياة)، والتي تم تنسيقها بواسطة عدة جهات هندية من بينها القوة الوطنية للاستجابة للكوارث، قوة الاستجابة للكوارث الدولية، وشرطة ولاية أوتاراكاند، بالإضافة إلى مهندسي جهاز المهندسين في الجيش الهندي ومشروع شيفاليك للمنظمة الطرقية الحدودية. بشكل كبير، شهدت العملية أيضًا مشاركة خبراء دوليين مثل أرنولد ديكس المتخصص في حفر الأنفاق وكريس كوبر.

واجهت عملية الإنقاذ في نفق سيلكيارا-باركوت تحديات كبيرة بسبب خصائص البناء والظروف الجيولوجية. كان أحد المشاكل الرئيسية هو غياب النفاذ إلى الخروج، وهو أمر ضروري لعمليات الإجلاء الطارئة في بناء الأنفاق. هذا النقص أعاق بشكل كبير جهود الإنقاذ، حيث لم يكن هناك مسار مخطط مسبقًا للهروب السريع أو الوصول.

بالإضافة إلى ذلك، كان النفق مبنياً على خلل جيولوجي، وهو كسر أو انقطاع في حجم الصخور، والذي قد يكون عرضة للحركات أو التحركات. هذا ليس فقط زاد من خطر الانهيارات، بل أضاف تعقيدًا إلى عملية الإنقاذ، حيث يمكن أن تتعرض استقرارية النفق للخطر في أي وقت. استدعت طبيعة خلل الصخور غير المتنبئة فريق الإنقاذ أن يكون حذرًا للغاية، باستمرار تقييم سلامة هيكل النفق أثناء تنفيذ عملية الإنقاذ.

جمعت هذه العوامل جميعها عملية الإنقاذ في نفق سيلكيارا-باركوت بتحديات خاصة واستدعت نهجا استراتيجيا ومحكم التنفيذ. تم استخدام استراتيجيات مبتكرة، بما في ذلك استخدام جهازي حفر الأنفاق وإقامة اتصال مع العمال المحاصرين من خلال أنابيب توفر الأوكسجين والطعام ووسيلة للاتصال المرئي باستخدام كاميرا متناهية الصغر. على الرغم من العراقيل، مثل فشل جهاز حفر الأنفاق وتعقيد الأنقاض، قام فريق الإنقاذ بتكييف نهجه، باستخدام أدوات يدوية مثل المطارق والأدوات الحادة في المراحل النهائية للعملية.

انتهت العملية في 28 نوفمبر، مع إجلاء العمال واحداً تلو الآخر على الاستنادات في عملية متعبة. أكد حكومة أوتاراكاند نجاح إنقاذ جميع العمال الـ 41 بحلول الساعة 20:50 بتوقيت الهند. وأُبلغ عن قيام الأفراد المنقذين بحالة صحية جيدة وأُخذوا إلى مرفق طبي في تشينياليساور لمزيد من التقييم. يجدر بالذكر أن سلاح الجو الهندي كان يمتلك مروحية CH-47 شينوك جاهزة لأي عملية نقل جوية ضرورية.

استجاب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني البانيزي بهذا الإنجاز الهام، مشددًا على دور البروفيسور أرنولد ديكس، الشخصية الرئيسية في العملية، وعبر عن فخره بمساهمته. كما أَثْنَى السفير الأسترالي في الهند فيليب غرين على الإنجاز ودعم البروفيسور ديكس الفني الحاسم.

أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في تصريحاته، على التأثير العاطفي للعملية وثنى على أفراد الإنقاذ لتقديمهم مثالًا للإنسانية وروح العمل الجماعي. وقد تحدث شخصيًا إلى العمال المنقذين، استفسر عن صحتهم، وأشاد بصبر وشجاعة أسر العمال. سبق لرئيس الوزراء مودي أيضًا التواصل مع رئيس وزراء أوتاراكاند بوشكار سينغ دامي، معبرًا عن أطيب التمنيات بنجاح العملية.

في منشوره على منصة التواصل الاجتماعي X، أعرب وزير الشؤون الخارجية إس جايشانكار عن التزامه الراسخ بحماية المواطنين وقدم شكره الحار للمنقذين في حادث النفق في أوتاراكاند. كما أشاد بقوة الإرادة والأمل لأولئك الذين تحملوا هذه المحنة.

وعقب هذه الحادثة، شكلت حكومة أوتاراكاند لجنة خبراء مكونة من ستة أعضاء، برئاسة مدير مركز أوتاراكاند للتخفيف من الانزلاقات التربية وإدارتها، للتحقيق في أسباب انهيار النفق. لا يعد هذا العمل فقط إثباتًا للمرونة والعزيمة لفرق الإنقاذ والعمال المحاصرين، بل يبرز أيضًا أهمية التعاون الدولي في التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة.