تعتبر الهند الشريك التجاري الرابع لأفريقيا، حيث بلغت الصفقات التجارية المتبادلة حوالي 100 مليار دولار أمريكي.
في السنوات الأخيرة، شهدت الهند واليابان اقتراباً متزايداً فيما يتعلق بالخطوات اللازمة لنمو إفريقيا.

ركز وزير الشؤون الخارجية الهندي، الدكتور سوبارامانايام جايشانكار، على بعض الجوانب الأساسية لهذا العلاقات وقد ألقى كلمة في منتدى الأعمال اليابان-الهند-إفريقيا يوم الأربعاء (26 فبراير، 2025)، معتبراً أن الالتزام المشترك بين الهند واليابان لتعزيز النمو الاقتصادي، والتطوير المستدام، وتقدم البنية التحتية في إفريقيا.

نظمت الحكومة اليابانية و Nikkei المنتدى، والذي اجتمعت فيه القادة السياسيين، والتنفيذيين في مجال الأعمال، والخبراء لمناقشة استراتيجيات التعاون الثلاثي للتفاعل مع إفريقيا، وهي منطقة رئيسية في الجنوب العالمي الناشئ.

كيف تعتبر الهند واليابان شركاء استراتيجيين في نمو إفريقيا
الهند واليابان لديهما منذ فترة طويلة شراكة استراتيجية وعالمية خاصة، تتأصل في القيم الديمقراطية ورؤية مجانية ومفتوحة للمحيط الهادئ. تمتد تعاونهما الثنائي إلى ما وراء التجارة والاستثمار لتشمل مجالات مثل تطوير البنية التحتية، ونقل التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والتعليم. يعزز التواصل تحت راية الحوار الأمني الرباعي، المعروف ب "الرباعي"، تعاونهما على نطاق جغرافي أوسع.

أكد الدكتور جايشنكار أن صعود إفريقيا كمحور اقتصادي رئيسي يجعل من الضروري ضمان تمثيل تطلعاتها ومصالحها على الصعيد العالمي. بالفعل، أطلقت الهند مبادرات مثل Voice of the Global South Summits و، ودفعت بشكل ملحوظ لضم الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين خلال فترة رئاستها. علاوة على ذلك، تظهر منصات مثل India-Africa Forum Summit (IAFS) و Forum for India-Pacific Islands Cooperation (FIPIC) أن الهند ملتزمة بتعزيز الشراكات في الجنوب العالمي.

نهج تنموي نحو إفريقيا
على عكس النماذج التقليدية الاستخراجية، تعتبر الهند إبناء القدرات، وتطوير المهارات، ونقل التكنولوجيا ذات الأولوية. أكد الدكتور جايشنكار أن الهند تسعى إلى إنشاء بيئات نمو متكاملة في إفريقيا من خلالها مبادرات مثل:
برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي (ITEC) - التدريب المهني الأفريقي في مجموعة متنوعة من القطاعات.
مشروع Pan-African e-Network - تعزيز البنية التحتية الرقمية للتعليم والرعاية الصحية.
مشاريع التنمية المجتمعية عالية الأثر (HICDPs) - تلبية احتياجات المجتمع الأساسية.
شبكات e-VidyaBharti و e-ArogyaBharti (2019) - تقديم خدمات التعليم عن بُعد وخدمات الطب عن بُعد للطلاب والمهنيين الطبيين في 19 دولة إفريقية.

أكد على أن الاستثمار في رأس المال البشري أمر ضروري للشراكات المستدامة، وضمان أن البلدان الأفريقية تحصل على فوائد طويلة الأجل من هذه البرامج.

التفاعل الفعال مع التجارة والبنية التحتية
تعد الهند الشريك التجاري الرابع لإفريقيا، حيث بلغت الصفقات التجارية الثنائية تقريبا 100 مليار دولار أمريكي وما زالت في ازدياد. وبالإضافة إلى ذلك، أدخلت الهند استثمارات هامة في البنية التحتية الأفريقية مع خصصت 12 مليار دولار أمريكي في التمويل الميسر وأكملت أكثر من 200 مشروع في قطاعات مثل:
السكك الحديدية وتوليد الطاقة
الزراعة والري
توريد المياه والتميه الريفية
المنتزهات التكنولوجية والتطوير الصناعي

هذه المشاريع لعبت دوراً فاعلاً في توفير فرص العمل المحلية ودفع مرونة الاقتصاد الأفريقي.

تربط الهند بين اليابان وإفريقيا
أضاء الدكتور جايشنكار أيضاً على كيف أن النمو الاقتصادي السريع في الهند والقاعدة الصناعية القوية تجعل منها جسراً طبيعياً للشركات اليابانية التي تسعى إلى التوسع في إفريقيا والشرق الأوسط.

تستطيع الهند واليابان وإفريقيا خلق تآزرات اقتصادية متبادلة الفائدة، وتضم:
الخبرة المالية والتكنولوجية في اليابان.
القاعدة الصناعية في الهند والقدرات الرقمية.
تجمع المواهب الناشئ في إفريقيا و الإمكانيات السوقية.


كما أن الهند واليابان مستعدة للتعاون في تعزيز السلاسل الإمدادية المرنة في إفريقيا، وخاصة في القطاعات الحرجة والناشئة مثل التكنولوجيا الرقمية، والطاقة النظيفة، والتصنيع.

كما تناول المنتدى أيضاً الأهمية الواسعة للجنوب العالمي، الذي يشمل نصف سكان العالم. تعزيز الروابط مع هذه الدول ليس فقط فرصة اقتصادية ولكنه أيضاً متطلب استراتيجي للحفاظ على الاستقرار العالمي.

تعتبر اليابان تفاعلها مع الجنوب العالمي أمرا ضرورياً لإعادة إحياء الصناعات المحلية، وضمان سلاسل الإمداد الأمنة للسلع الاستراتيجية، وتحقيق النمو المستدام. ومع اقتراب مؤتمر طوكيو الدولي التاسع لتنمية إفريقيا (TICAD 9) الذي سيعقد في يوكوهاما في أغسطس 2025، يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الهند واليابان والدول الأفريقية.

الشراكات بين القطاعين العام و الخاص للنمو طويل الأجل
أحد الموضوعات المركزية في المنتدى كان دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP) في تعزيز الفرص التجارية في الممر الاقتصادي بين الهند وغرب آسيا وإفريقيا.

دعا المنتدى القادة الأعمال و صناع السياسات، و الخبراء الاقتصاديين للنقاش:
فرص الاستثمار والتحديات في إفريقيا.
القدرة على تطوير المشاريع التحتية من خلال التعاون بين الشركات اليابانية والهندية.
استراتيجيات لتعزيز التواصل الاقتصادي بين الهند وإفريقيا.

أكد منتدى الأعمال اليابان-الهند-إفريقيا الالتزام الهندي والياباني بتعزيز التنمية الإفريقية بطريقة مستدامة وشاملة ومتبادلة الفائدة. من المتوقع أن تلعب هذه الشراكة الثلاثية دورا رئيسيا في تحديد مستقبل إفريقيا الاقتصادي و تعزيز الاستقرار العالمي وتعزيز تأثير الجنوب العالمي على الساحة العالمية.

مع التقدم في المناقشات المستمرة من هذا المنتدى نحو الانعقاد في TICAD 9، سنكون قادرين على رؤية كيف يترجم الهند، اليابان، وإفريقيا رؤيتهم المشتركة إلى نتائج عملية.