أحد أكثر جوانب حوار كوتشي لعام 2025 ترقباً هو حضور جاسم محمد البدعوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
تُعقد النسخة الافتتاحية من "حوار كوتشي 2025" في الفترة من 16 إلى 17 يناير 2025 في العاصمة التجارية لولاية كيرلا، كوتشي. يتم تنظيمها من قِبَل مركز بحوث السياسات العامة (CPPR)، وهو مركز أبحاث مقره في كوتشي، بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية الهندية، يهدف الحدث إلى تعزيز العلاقات بين الهند ومجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون الخليجي). تحت عنوان "نهج الهند المتجه غربًا في العمل: الناس، الازدهار، والتقدم"، الحوار يعد مبادرة ذات تأثير كبير تعمل على تعزيز الشراكات الاستراتيجية والتصدي للتحديات المشتركة بين الهند ومنطقة الخليج.

منصة فريدة للدبلوماسية والحوار
يمثل حوار كوتشي 2025 أول ندوة ديبلوماسية من نوعها على المستوى 1.5 في ولاية كيرلا، ويتميز بدمج المباحثات الحكومية على المستوى العالي (المستوى 1) مع التفاعلات الخبيرة والتجارية (المستوى 2). تسعى هذه المنصة ذات التركيز المزدوج إلى التعامل مع القضايا العاجلة في السياسة الجغرافية، والحكم، والتجارة، والأمن، بالإضافة إلى تمكين التعاون الفعّال من أجل التنمية المستدامة.

على مدار يومين، سيتجمع صناع السياسات، وقادة الصناعة، والدبلوماسيين، والخبراء من دول مجلس التعاون والهند للتداول حول خمسة محاور رئيسية:
التجارة والاقتصاد والاستثمارات
الشراكات الاستراتيجية البحرية
التعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيا
ربط الجاليات
التعاون في مجال الطاقة والابتكار
سياسية الهند المتجهة غربًا في العمل

ضمن نطاق سياسة الهند المتجه غربًا، سيكشف الحوار عن طرق لتعزيز الروابط بين الهند ومجلس التعاون في القطاعات الحيوية للنمو الاقتصادي والاستقرار الجغرافي. تشمل الأوجه المتميزة للحدث ما يلي:
المحادثات على مستوى الوزارات والأمانات
جلسات مشاركة المعرفة عبر القطاعات
فرص التواصل التجاري والاستثمار
مذكرات السياسات والتوصيات والمنشورات التي تهدف إلى تحقيق التغيير العملي

مع وجود أكثر من 8 ملايين هندي يعيشون في دول الخليج، يُتوقع أن يبرز دور الجالية في تعزيز النمو الاقتصادي والدبلوماسية الثقافية بشكل بارز في المناقشات.

المشاركة ذات الشأن العالي
واحدة من أبرز جوانب حوار كوتشي 2025 هو حضور جاسم محمد البدعي، الأمين العام لمجلس التعاون. تعكس حضوره، بالإضافة إلى صناع السياسات وقادة الصناعة الآخرين، أهمية هذا التفاعل الثنائي.

سيتميز الحدث أيضا بالخطباء مثل الدكتورة إبتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، و
الأميرال (متقاعد) سونيل لانبا، رئيس أركان القوات البحرية الهندية السابق.

ستجلب هذه الأصوات المرموقة وجهات نظر متنوعة إلى المناقشات حول اتفاقيات التجارة والأمن البحري في المحيط الهندي والتعاون المبتكر في التعليم والرعاية الصحية.

المحاور الاستراتيجية والنتائج المتوقعة
سيتركز حوار كوتشي 2025 على تعزيز المجالات الرئيسية للتعاون:
التجارة والاستثمار: الاستفادة من الأطُر مثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري.
الأمن البحري: تعزيز الشراكات بغية تأمين المحيط الهندي، وهو منطقة حيوية للتجارة العالمية ونقل الطاقة.
التعليم والابتكار: توسيع التعاون في مجالي التعليم والتكنولوجيا والرعاية الصحية لتعزيز التنمية المستدامة.
الطاقة والابتكار: استكشاف الحلول لأمن الطاقة والابتكارات المستدامة في مواجهة التحديات العالمية.
التفاعل مع الجاليات: التأكيد على مساهمات الجالية الهندية في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية.

من المتوقع أن يُحقق الحدث نتائج عملية، بما في ذلك:
* تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي
* تقرير شامل يعرض توصيات السياسات
* توسيع الفرص للشراكات بين الحكومات والأعمال والأكاديميين والمجتمع المدني

تمييز كوتشي كمركز للدبلوماسية
من خلال استضافة حوار كوتشي الافتتاحي، تتجه كيرلا لتميّز نفسها كمركز رئيسي للتبادل الفكري وابتكار السياسات في علاقات الهند مع منطقة الخليج. يتوافق هذا الحدث مع طموحات الهند الأوسع لتأمين الشراكات الطاقية، وتوسيع التجارة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

يعمل حوار كوتشي 2025 كمعلم بارز في سياسة النظرة الغربية للهند، معززا التزامها بتعزيز التعاون، والابتكار، والتقدم المشترك مع مجلس التعاون. بتركيزه الاستراتيجي ومشاركته على مستوى عالٍ، من المتوقع أن يترك الحدث تأثيرًا دائمًا على علاقات الهند مع مجلس التعاون، مشكلا شراكة تستند إلى الازدهار والتقدم المتبادل.

سيعكس نجاح حوار كوتشي 2025 بصمة الهند الدبلوماسية في منطقة الخليج، مع تهيئة الطريق لشراكات أعمق وأكثر استدامة في القطاعات الحيوية للتنمية الإقليمية والعالمية.