تسهم الهند بقيمة 2.5 مليون دولار في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وسط الصراع في غزة. تأسست الأونروا، وهي تعمل منذ عام 1950، بشكل رئيسي على المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لضمان استمرارية عملها.
في بادرة تضامنية، أعلنت حكومة الهند تعزيز التزامها بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين من خلال التبرع بمبلغ قدره 2.5 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). يمثل هذا التبرع، الذي أعلنته المكتب التمثيلي للهند في فلسطين في رام الله يوم الخميس (28 ديسمبر 2023)، الدفعة الثانية من الدعم السنوي المتعهد به من الهند بقيمة 5 ملايين دولار للسنة المالية 2023-2024. تم صرف الدفعة الأولى في نوفمبر.

من المقدر أن تكون هذه المساعدة المالية الأخيرة تهدف إلى تعزيز الخدمات الحيوية التي يقدمها الأونروا، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والمساعدة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل النزاع القائم في غزة. تم تسليم المساهمة من قبل القائمة بالأعمال إليزابيث رودريغز.
 
في وقت سابق، في 19 نوفمبر، قدمت الهند 32 طنًا من المساعدات الإنسانية لشعب فلسطين عبر مطار العريش في مصر.

وسط التوتر المتصاعد والأزمة الإنسانية في غزة، الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس، يأتي هذا التبرع من الهند كدعم حيوي. تعتمد الأونروا التي تعمل منذ عام 1950 بشكل أساسي على المساهمات الطوعية من دول الأمم المتحدة للحصول على استمراريتها وتعاني حاليًا من التحديات التي يطرحها النزاع في غزة. عبرت الوكالة عن شكرها للدعم السخي والمتفاني المقدم من الهند في هذه الفترة المليئة بالحاجة، وخاصة في غزة.

يعيش سكان غزة، الذين يحكمهم حماس منذ عام 2007، عواقب الصراع الشديد الذي تصاعد بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. أدى الرد العسكري الإسرائيلي التالي إلى تصعيد الوضع، مما أدى إلى تشريد واسع النطاق وحاجة عاجلة للمساعدة الإنسانية.
 
تظل مشاركة الهند في المنطقة مميزة حيث تتوازن بين دعمها القوي الأولي لإسرائيل والقلق المتزايد إزاء الوضع الإنساني في غزة. ويتجلى ذلك من أنماط التصويت في الأمم المتحدة حيث صوتت الهند لصالح قرار في ديسمبر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

منذ عام 2018، ساهمت الهند بمبلغ 30 مليون دولار في الوكالة. وفي مؤتمر نيابة عن الأونروا في يونيو 2020، أعلنت الهند عن إضافة مساهمة بقيمة 10 ملايين دولار على مدى عامين. في لفتة تاريخية، زادت الهند التزامها المالي السنوي للأونروا من 1.25 مليون دولار إلى 5 ملايين دولار خلال أول زيارة لرئيس وزراء هندي إلى فلسطين في فبراير 2018.
 
بالإضافة إلى ذلك، دعت الهند الجهات المانحة والدول الأعضاء الأخرى لزيادة مساهماتها لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في إطار بناء التضامن العالمي. كما دعت الهند إلى تكييف استراتيجيات استجابة الأونروا لتلبية الاحتياجات المتغيرة، خاصة في ظل الوضع المحدود في الموارد الحالية.

أدى النزاع القائم في غزة إلى نزوح كبير للسكان، حيث يبحث أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن مأوى في أجزاء الجنوب من الأراضي. وقد وضع التصعيد في العمليات القائمة ضغطًا هائلا على الأونروا التي تكافح لتوفير الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من الناس في مراكز الإيواء.
 
إلى جانب المساعدة الأخيرة، تهدف الهند إلى معالجة نقص التمويل في الأونروا من خلال توفير الاحتياجات المتزايدة للموارد خلال جائحة فيروس كورونا. كما تهدف الهند إلى تقديم الدعم في التعامل مع التحديات التشغيلية في مناطق النزاع، بما في ذلك سلامة الموظفين وتأمين تقديم الخدمات وتقديم الحماية الفورية للأضرار البنية.

تمتد مهمة الأونروا إلى ما هو أبعد من تقديم المساعدة الفورية، حيث تهدف إلى تمكين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) وقطاع غزة من تحقيق إمكاناتهم البشرية الكاملة في انتظار حل عادل ودائم لمحنتهم. تغطي خدمات الوكالة مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية وتحسين البنية التحتية في المخيمات والحماية والتمويل الصغير.