يرى الطرفان الهندي والفرنسي أن الأمن البحري يعد عنصرًا محوريًا في شراكة الهند - فرنسا الإستراتيجية.
أعادت الهند وفرنسا تأكيد التزامهما بتعزيز الأمن البحري والتعاون في منطقة المحيط الهندي في الحوار السابع بين البلدين بشأن التعاون البحري، الذي عقد في نيودلهي في 14 يناير 2025. وترأس الاجتماع بفان كابور، نائب مستشار الأمن القومي الهندي، وأليس روفو، المديرة العامة للعلاقات الدولية والاستراتيجية في وزارة القوات المسلحة الفرنسية.

روى مشترك لمحيط هندي حر ومفتوح
"ناقش الجانبان تعزيز تعاونهما في منطقة المحيط الهندي، وأعادا تأكيد رؤيتهما المشتركة للأمن البحري، وهو عنصر مفتاحي في الشراكة الاستراتيجية بين الهند وفرنسا"، هذا ما جاء في بيان مشترك أصدرته وزارة الشؤون الخارجية (MEA) يوم الاثنين (20 كانون الثاني/ يناير 2025).

شدد الجانبان على أهمية النظام البحري الحر والمفتوح والقائم على القواعد في منطقة المحيط الهندي. واستذكرا رؤيتهما المشتركة للتعاون بين الهند وفرنسا في منطقة المحيط الهندي التي رسمت في عام 2018، وتعهدا بدعم خطوط الشحن الآمنة واحترام القانون الدولي. رحبت فرنسا بمشاركة الهند في القوات البحرية المشتركة (CMF) وأعربت عن دعمها للقيادة المتوقعة للهند في المهمات المناسبة.

اتفقت الهند وفرنسا على تقييم مشترك للتهديدات التي تواجه الأمن البحري، مع التركيز على القضايا مثل:
القرصنة والسرقة المسلحة: مكافحة التهديدات الموجهة إلى الأصول البحرية.
الإرهاب البحري وتهريب التمرد: معالجة الأنشطة غير المشروعة التي تؤثر على الأمن الإقليمي.
الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم. مكافحة التهديدات الموجهة إلى الممارسات الصيد المستدام.
التهديدات الهجينة والأمن الإلكتروني: التعامل مع المخاطر الناشئة في البنية التحتية البحرية.
تلوث البحر: التعاون على الحلول لحماية النظم البيئية البحرية.

وتعهدت الدولتان بتعزيز تبادل المعلومات بين مركز تجميع المعلومات في منطقة المحيط الهندي (IFC-IOR) في غورغاون، الهند، والمراكز الإقليمية التي تدعمها فرنسا في سيشل ومدغشقر. وتهدف هذه التنسيق إلى تعزيز الوعي الواقعي بالأوضاع والمراقبة المنسقة.

تمارين بحرية مشتركة وروابط دفاعية متزايدة
يعتمد الحوار على الزخم الناجم عن التمارين البحرية الثنائية الأخيرة. الأسبوع الماضي، أجرت مجموعة الهجوم الحاملة للطائرات البحرية الفرنسية (CSG)، بقيادة الحاملة النووية للطائرات شارل ديغول، تمارين مشتركة مع البحرية الهندية قبالة سواحل غوا وكوتشي في إطار مهمة كليمنسو 25. 

وقد أظهرت هذه التدريبات التوافق من خلال:
المناورات التكتيكية بين السفن الحربية الفرنسية والهندية.
العمليات الجوية، التي تضمنت مشاركة طائرات سوخوي وجاكوار الهندية وطائرات رافال الفرنسية.
عمليات الهليكوبتر المشتركة على السطح.
أنشطة إعادة الإمدادات البحرية، التي عززت الاستعداد التشغيلي.

ترمز هذه التدريبات إلى الشراكة الاستراتيجية المستمرة بين البلدين، التي تنضج على مدى 27 عامًا، حيث تشكل التعاون الدفاعي حجر الزاوية.

الحفاظ والاقتصاد الأزرق
أبرزت الهند وفرنسا التزامهما المشترك بالحفاظ على التنوع البيئي البحري والاستخدام المستدام لموارد المحيط. واتفقا على مواصلة تعاونهما في إطار المؤتمر الأممي للمحيطات والأطر الإقليمية مثل جمعية حافة المحيط الهندي (IORA). رحبت الدولتان بالتقدم الذي تم تحقيقه خلال الحوار الثنائي الأخير حول الاقتصاد الأزرق وحكم البحار، واتفقا على توسيع التعاون على المستوى الإقليمي.

مهمة كليمنسو 25 والتركيز الإقليمي
يوفر نشر مجموعة الهجوم الحاملة للطائرات الفرنسية في منطقة المحيط الهندي كجزء من مهمة كليمنسو 25 دعماً إضافياً للحفاظ على حرية وانفتاح المحيط الهادئ. بعد التمارين المشتركة مع الهند، ستنتقل مجموعة الهجوم إلى أرخبيل إندونيسيا للمشاركة في تمرين لا بيروز، وهو تمرين بحري متعدد الأطراف.

تضمنت المناقشات خلال الحوار الاستراتيجية الأوسع في منطقة المحيط الهادئ، والتعاون الدفاعي الثنائي، واستفادة من الوضع الفريد لفرنسا كدولة محيط هندي بالكامل مع أراضي مثل لا ريونيون ومايوت.

أقامت الهند وفرنسا شراكة دفاعية قوية على مر العقود، تتميز بالتمارين البرية والجوية والبحرية، بما في ذلك شاكتي وغارودا وفارونا. تبرز هذه التعهدات متعددة المجالات الالتزام المشترك بالأمن الإقليمي والاستقرار العالمي.

كجزء من تعاونهما، مدت فرنسا الدعم اللوجستي والتشغيلي للسفن البحرية الهندية، مع 16 توقفاً للبحرية الفرنسية في الموانئ الهندية منذ عام 2022. ويستمر الشراكة في النمو مع تعزيز التحالف في مجال الأمن السيبراني، والتهديدات الهجينة، وبناء القدرات الإقليمية.

الخاتمة
أكد الحوار السابع للتعاون البحري بين الهند وفرنسا الرؤية المشتركة للهند وفرنسا لمنطقة المحيط الهندي مستقرة ومزدهرة. من خلال التصدي للتحديات البحرية التقليدية والناشئة، تهدف الدولتان إلى بناء إطار تعاوني يعزز السلام والاستدامة والنمو الاقتصادي.

هذه الشراكة المستمرة، التي تتعزز بفضل التمارين البحرية المشتركة والمناقشات الاستراتيجية، تبرز التزام الهند وفرنسا بمنطقة بحرية حرة ومفتوحة وشاملة. مع التمرين البحري فارونا المقبل في وقت لاحق من هذا العام، تم تأسيس الأساس لروابط دفاعية أعمق واستقرار إقليمي أكبر في المحيط الهندي والمحيط الهادئ.