اتخذت الهند خطوة مهمة في تعزيز اعتماد الطاقة النظيفة في منطقة الهند والمحيط الهادئ
مع توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع بين وزارة الشؤون الخارجية (MEA) والتحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA)، خاضت الهند خطوة كبيرة نحو الطاقة النظيفة في منطقة الهادئ والمحيط الهندي.
هذه المبادرة، التي تعد جزءًا من جدول أعمال فريق عمل المناخ في "الرباعي"، تهدف إلى تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في فيجي وجزر القمر ومدغشقر وسيشيل لتواجه تحديات الطاقة وتدعم التنمية المستدامة.
تتماشى الاتفاقية، التي تم توقيعها في السادس والعشرين من نوفمبر 2024، مع الإعلان الصادر من مدينة ويلمنجتون خلال قمة قادة "الرباعي" في ديلاوير، الولايات المتحدة، في الحادي والعشرين من سبتمبر 2024.
أبرز الإعلان التزام دول الرباعي - الهند والولايات المتحدة واليابان وأستراليا - بتعزيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة وتحفيز المشاركة القطاع الخاص في بناء سلاسل التوريد النظيفة عالية المعايير في جميع أنحاء المنطقة.
تحت رعاية هذه المبادرة، وعدت الهند بالاستثمار بمبلغ 2 مليون دولار أمريكي لدعم مشاريع الطاقة الشمسية في دول منطقة الهادئ والمحيط الهندي. سيتم استخدام هذه الأموال في تطوير الحلول التي تتناول التحديات الحرجة للطاقة في الدول المستفيدة، بما في ذلك:
- مرافق التخزين البارد: وحدات التخزين التي تعمل بالطاقة الشمسية لمنع فساد المنتجات الزراعية.
- طاقة شمسية لمراكز الرعاية الصحية: تزويد موثوق للطاقة للخدمات الصحية في المناطق التي لا تتمتع بتوفر كافٍ للكهرباء.
- أنظمة ضخ مياه شمسية: تحسين منشآت الري للمناطق النائية التي لا تمتلك وصولًا إلى الشبكة الكهربائية أو المصغرة.
من المتوقع أن تعمل هذه المشاريع، الميسرة من قبل ISA، على تحسين الوصول إلى الطاقة، دعم توليد الوظائف، وتعزيز نوعية الحياة في الدول المستفيدة.
معالجة عدم المساواة في الطاقة
لطالما كانت وصول غير متكافئ إلى الكهرباء الموثوقة والمأمونة عائقًا أمام التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية في العديد من الدول النامية.
وفقًا لدراسة أجرتها ISA، تواجه الدول مثل فيجي وجزر القمر ومدغشقر وسيشيل تحديات كبيرة، بما في ذلك الكهرباء غير الموثوقة للأغراض الزراعية والصحية.
تشكل الطاقة الشمسية، كحل مستدام وقابل للتوسيع، فرصة لمعالجة هذه التحديات في حين تخفيف تأثيرات تغير المناخ. ومن خلال تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في هذه المناطق، تهدف الهند والتحالف الدولي للطاقة الشمسية إلى:
- تعزيز الأمن الطاقوي: تقديم الكهرباء ثابتة وعالية الجودة للخدمات الأساسية.
- الدفع بالتنمية الاقتصادية: تسهيل الإنتاجية الزراعية وإنشاء وظائف محلية.
- دعم أهداف المناخ: مساعدة الدول على الانتقال إلى الطاقة المتجددة، والمساهمة في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
أجندة المناخ للرباعي
أكد الإعلان الصادر عن ويلمنجتون على أهمية التعاون من خلال التمويل العام والسياسات لتحفيز الاستثمارات المتكاملة في الشركاء والدول المتحالفة.
تبرز الاتفاقية الأخيرة عزم "الرباعي" على تنفيذ هذه التزاماته من خلال التصدي للاحتياجات الطاقوية الفريدة للدول الأصغر في منطقة الهادئ والمحيط الهندي. يتماشى التركيز على الطاقة الشمسية مع الدفع العالمي نحو التنمية المستدامة ويبرز الدور القيادي للهند في مجال ابتكار الطاقة المتجددة.
سوف يقدم ISA، بصفته الهيئة المنفذة للمشروع، المساعدة البرنامجية للدول المستفيدة، مستفيدًا من خبرته في حلول الطاقة الشمسية. بـ 123 بلد عضو، كان الاتحاد الدولي حاسمًا في تعزيز التوجه العالمي نحو تطبيق الطاقة الشمسية وتسهيل مشاركة المعرفة وبناء القدرات بين الدول الأعضاء.
بالنسبة لهذه المبادرة، سيتعاون ISA بشكل وثيق مع حكومات فيجي وجزر القمر ومدغشقر وسيشيل لتعديل مشاريع الطاقة الشمسية لتتناسب مع الاحتياجات المحلية المحددة. من المتوقع أن توفر المشاريع المقترحة:
- تقليل خسائر ما بعد الحصاد من خلال أنظمة التخزين البارد.
- تحسين خدمات الرعاية الصحية مع تزويد الكهرباء المستمر.
- زيادة القدرة على الري، مما يعزز الإنتاجية الزراعية.
تنفيذ هذه المشاريع يمثل خطوة حاسمة نحو ضمان المساواة في الطاقة في منطقة الهادئ والمحيط الهندي. من خلال معالجة الفجوات في الوصول إلى الطاقة والموثوقية، فإن المبادرة على وشك تعزيز القوة الاقتصادية والعافية الاجتماعية.
علاوة على ذلك، يشير هذا الاتفاق إلى الموقف الهندي الاستباقي في معالجة تغير المناخ وتعزيز التحولات نحو الطاقة النظيفة على مستوى العالم. باعتبارها عضوًا مؤسسًا في ISA وشريكًا في "الرباعي"، تواصل الهند القيام بدور رئيسي في تقديم أهداف الطاقة المتجددة.
توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع بين الهند و ISA يسلط الضوء على الالتزام الجماعي للرباعي بمواجهة التحديات التي تطرحها تغير المناخ.
من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية في فيجي وجزر القمر ومدغشقر وسيشيل، تساهم الهند ليس فقط في التنمية المستدامة لهذه الدول ولكن أيضًا في تعزيز الشراكات العالمية من أجل مستقبل أكثر نظافة وأخضر.
مع انتقال العالم إلى اقتصاد الطاقة النظيفة، فإن هذه الجهود التعاونية ضرورية لضمان النمو الشامل وتأمين ازدهار الكوكب وشعبه.