يستعد وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري للقيام بأول زيارة رسمية خارجية بعد توليه المنصب، حيث من المقرر أن يزور بوتان في الفترة من 19 إلى 20 يوليو 2024.
الزيارة تتوافق مع التقليد السائد في تنظيم تبادلات على أعلى المستويات بانتظام بين الهند وبوتان، وتبرز الأولوية القصوى التي تعطيها حكومة الهند لسياستها "الجوار أولاً"، وفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية الهندية (MEA) في إعلانها يوم الخميس (11 يوليو 2024).
خلال زيارته، سيكرم الأمين العام للخارجية مصري بلقاء سمو الجلالة ملك بوتان، جيجمي خيسار نامغيل وانغشوك. بالإضافة إلى ذلك، سيعقد محادثات مع رئيس الوزراء تشيرينغ توبقاي، ووزير الخارجية والتجارة الخارجية DN دهونغيل، وأمين الخارجية بيما تشودين، وغيرهم من كبار المسؤولين في الحكومة الملكية البوتانية.
سيترأس الأمينان العامان للخارجية المحادثات التعاونية بين الهند وبوتان المعروفة باسم "محادثات الخطة"، والتي تركز على التعاون التنموي والمصالح المشتركة.
ركز على التعاون التنموي
في وقت سابق من هذا العام، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بوتان في الفترة من 21 إلى 22 مارس 2024، مما أعاد تعزيز الروابط القوية والثقة المتبادلة بين البلدين المجاورين. خلال زيارته، التقى رئيس الوزراء مودي مع صاحب السمو الملكي جيجمي خيسار نامغيل وانغشوك وصاحب الجلالة جزيم سنغيه وانغتشوك، الملك الرابع لبوتان. كما عقد مباحثات مع رئيس الوزراء تشيرينغ توبقاي، تغطي مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية.
وقد أعلنت الزيارة عن العديد من النتائج الهامة، بما في ذلك منح رئيس الوزراء مودي أعلى جائزة مدنية في بوتان، "وسام دروك غيالبو". هذه اللفتة ترمز إلى العلاقات القوية والودودة بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، أسفرت الزيارة عن توقيع سبعة اتفاقيات، بما في ذلك مساعدات مالية كبيرة لخطة بوتان الخمسية الثانية عشر، التي تقدر بأكثر من 5,000 كروه. وتمت مناقشة خطط لمضاعفة هذا المبلغ للخطة الخمسية الثالثة عشر المقبلة.
تركز التعاون التنموي كان واضحًا في إتمام المشروعات البنيوية الكبرى مثل مشروع مانغديتشو للطاقة الكهر بالذروات تبلغ قوتها 720 ميغاوات ومشروع بوناتشانغتشو الثاني لتوليد الطاقة الكهرومائية الذي سيتم الانتهاء منه قريبًا والذي يبلغ إنتاجه 1020 ميغاوات. علاوة على ذلك، تم التأكيد على المشاريع التي تربط بوتان بكلا من ولايتي آسام وغرب البنغال من خلال مشروعين سكك حديد، إلى جانب استثمارات كبيرة في تنمية المهارات وبنية الرعاية الصحية.
جاءت زيارة رئيس الوزراء مودي بعد أقل من أسبوع من زيارة رئيس وزراء بوتان تشيرينغ توبقاي إلى الهند في الفترة من 14 إلى 18 مارس 2024.
زار ملك بوتان جيجمي خيسار نامغيل وانغشوك الهند في الفترة من 3 إلى 10 نوفمبر 2023. شملت زيارته اجتماعات مع رئيس الوزراء مودي، ووزير الشؤون الخارجية، وغيرهم من كبار المسؤولين. كما زار ملك بوتان ولايتي آسام وماهاراشترا، مما عزز المزيد من روابط الصداقة والتعاون بين البلدين.
الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الهند وبوتان
تأسست العلاقات القوية بين الهند وبوتان على الثقة المتبادلة والتفاهم والنوايا الحسنة. وقد ضمنت معاهدة الهند وبوتان للسلام الدائم والصداقة التي تم توقيعها في عام 1949، والتي تم تعديلها في عام 2007، وإقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1968، تأسيس أساس قوي لهذه الشراكة الدائمة. وكان دعم الهند لعضوية بوتان في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي أمرًا بالغ الأهمية.
تأتي الزيارة المقبلة لوزير الخارجية ميسري في وقت يأخذ فيه التوجه الجغرافي أهمية متزايدة في تحديد الديناميكية الإقليمية. فنفوذ الصين المتزايد في جنوب آسيا، بما في ذلك مطالباتها الإقليمية على بوتان، أضاف طبقة من التعقيد إلى العلاقات الثنائية بين الهند وبوتان. وقد شددت أزمة دوكلام في عام 2017 وأنشطة البناء اللاحقة التي قامت بها الصين في المناطق التي تطالب بها بوتان على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الهند وبوتان.
ملتزمة الهند بتعزيز التنمية والأمن في بوتان، وهذا واضح من خلال دعمها لتخرج بوتان من فئة البلدان الأقل نموًا (LDC) وتطلعها لتصبح دولة ذات دخل عالٍ بحلول عام 2034. وقد أكدت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء مودي موقف الهند باعتبارها شريكًا موثوقًا وصديقًا لبوتان، وتعهدت بمواصلة الدعم والتعاون في مختلف القطاعات.
من المتوقع أن تعمل الزيارة القادمة لوزير الخارجية ميسري على بناء هذه الأسس القوية، بحثًا عن سبل جديدة للتعاون وبحث المواضيع المشتركة. محادثات التعاون التنموي بين الهند وبوتان ستكون منصة حاسمة لمناقشة المشروعات والمبادرات المستقبلية التي تعود بالنفع على كلا البلدين.
في الختام، تؤكد زيارة وزير الخارجية ميسري إلى بوتان على العلاقات الاستثنائية بين الهند وبوتان. ويعيد تأكيد سياسة الهند "الجوار أولاً" وتعهدها بتعزيز شراكة تعتمد على الاحترام المتبادل والثقة والأهداف المشتركة. وبينما تواصل البلدين التعامل مع التحديات والفرص الإقليمية، تظل صداقتهما الدائمة ركيزة أساسية للاستقرار والتعاون في جنوب آسيا.