كلا الجانبين يعبر عن رضاه بشكل واسع على الأجهزة المؤسسية الثنائية
تتطلع الهند والنرويج إلى توسيع وتنويع تعاونهما في العديد من القطاعات المختلفة بما في ذلك الاقتصاد الأزرق والمناخ والبيئة وإدارة المياه والتعاون الفضائي.

هذه كانت واحدة من النقاط الرئيسية في المناقشات في المشاورات الحادية عشر لدائرة الخارجية بين الهند والنرويج (FOC) التي عقدت في 14 مايو 2024 في نيودلهي.

تميزت المشاورات بتبادل وجهات النظر حول طائفة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية. قالت وزارة الخارجية الهندية (MEA): "العلاقة بين الهند والنرويج تتميز بتبادلات سياسية ممتازة وآليات مؤسساتية ثنائية واسعة."

المجالات الرئيسية للتركيز

الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة: ووفقاً للـ MEA، فإن التعاون في الاقتصاد الأزرق للتنمية المستدامة، بما في ذلك في القطاعات البحرية والبحرية، هو حجر الزاوية في العلاقة الثنائية بين البلدين.

أعادت الوفدين تأكيد التزامهما بتعزيز التعاون في هذا المجال الحيوي، مدركين أهميته للنمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.

الطاقة المتجددة والعمل من أجل المناخ: أبرزت المشاورات أيضاً الحاجة إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والعمل المناخي. ناقشت البلدين توسيع جهودهما في التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، والهيدروجين الأخضر، ومشاريع الطاقة الشمسية والرياح، والشحن الأخضر. هذه المبادرات ضرورية لمواجهة تغير المناخ وتعزيز حلول الطاقة المستدامة.

صيد الأسماك وإدارة المياه: بالإضافة إلى الطاقة المتجددة، شملت المناقشات تركيزًا كبيرًا على صيد الأسماك وإدارة المياه. واتفق الجانبان على استكشاف سبل جديدة للتعاون في هذه القطاعات، بهدف تعزيز إدارة الموارد والممارسات المستدامة.

التعاون الفضائي والمشاركة في القطب الشمالي: ظهر التعاون الفضائي كمجال آخر يثير الاهتمام المشترك، حيث يتطلع كل من البلدين إلى تعزيز تعاونهما في هذا القطاع ذي التقنية العالية. بالإضافة إلى ذلك، تناولت المناقشات التعاون في القطب الشمالي، وهو منطقة ذات أهمية استراتيجية نظرًا للتغيرات المناخية العالمية وآثارها على العلاقات الدولية.

التعليم والثقافة: مع الاعتراف بأهمية التبادلات الثقافية والتعليمية في تعزيز العلاقات الثنائية، استكشفت الوفود طرقًا لتعزيز التعاون في هذه المجالات. أكدوا على دور التعليم والبرامج الثقافية في تعزيز التفاهم المتبادل والنوايا الحسنة بين شعوب الهند والنرويج.

التجارة والشراكة الاقتصادية: شهدت المشاورات تقديرًا متبادلًا لتوقيع اتفاقية التجارة والشراكة الاقتصادية بين الهند والجمعية الأوروبية للتجارة الحرة (EFTA) في مارس 2024. أعرب الجانبان عن أملهما في تنفيذ هذا الاتفاق بسرعة، والذي من المتوقع أن يعزز بشكل كبير التجارة الثنائية والاستثمار. يُنظر إلى الاتفاق كأداة حاسمة لتعميق الروابط الاقتصادية وخلق فرص جديدة للشركات والمستثمرين من كلا البلدين.

القضايا العالمية والإقليمية: كما قدمت المشاورات فرصة لتبادل وجهات النظر بشكل مفصل حول إصلاحات الأمم المتحدة، وخاصة في سياق القمة المقبلة للمستقبل. شدد الجانبان على ضرورة الإصلاحات الشاملة لضمان بقاء الأمم المتحدة قادرة على مواجهة التحديات العالمية المعاصرة. بالإضافة إلى ذلك، شاركوا في مناقشات مثمرة حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، مما يعكس التزامهم المشترك بتعزيز السلام والاستقرار والتنمية.

النظرة إلى المستقبل: قمة الهند-الدول النوردية

تمت مناقشة التحضيرات لقمة الهند والدول النوردية القادمة، المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا العام في أوسلو. أعرب الوفدان عن تفاؤلهما بشأن النتائج المحتملة للقمة، التي تهدف إلى تعميق التواصل والتعاون بين الدول النوردية والهند. تمت مناقشات أولية حول جدول الأعمال والأولويات للقمة، مما يمهد الطريق لحدث ناجح وذو تأثير.

اتفق الجانبان على عقد الجولة القادمة من المشاورات الخارجية في أوسلو في تاريخ مناسب لكلا الجانبين. يعكس هذا الالتزام التفاني المستمر في الحفاظ على علاقة ثنائية قوية وديناميكية. حيث تواصل الهند والنرويج بناء مصالحها المشتركة وقيمها، تعد المشاورات الحادية عشر بين الهند والنرويج شاهدة على الشراكة المستمرة ووعد بتعاون أكبر في المستقبل.

كانت الوفد الهندي بقيادة السيد بوفان كابور، الأمين (الغرب)، وزارة الشؤون الخارجية، حكومة الهند، بينما كان الوفد النرويجي بقيادة السيد تورغير لارسن، الأمين العام، وزارة الشؤون الخارجية لمملكة النرويج. وقد عقدت المشاورات السابقة في أوسلو في نوفمبر 2022.