المعاهدة تأتي في وقت يسعى فيه الجانبان لاستكشاف مجالات تعاون جديدة.
في قرار تاريخي متوقع أن يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي بين الهند والإمارات العربية المتحدة، وافق مجلس الوزراء الاتحادي برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي يوم الخميس (1 فبراير 2024) على التوقيع والتصديق على اتفاقية الاستثمار الثنائية بين البلدين.

من المتوقع أن تعزز الاتفاقية ثقة المستثمرين، وخاصة المستثمرين الكبار، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية وفرص الاستثمار المباشر الخارجي، وقد يكون لذلك تأثير إيجابي على توليد فرص العمل، حسبما ذكرت بيان رسمي.

تهدف الاتفاقية إلى تعزيز بيئة ملائمة للمستثمرين، وخاصة الجذب للاستثمارات الكبرى، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي على توليد فرص العمل داخل الهند. تعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز مكانة الهند الاقتصادية، ومن المرجح أن تسهم بشكل كبير في تحقيق مبادرة "آتمانيربهارات" (الهند المتجددة الاكتفاء). من خلال تشجيع التصنيع المحلي والحد من الاعتماد على الواردات وزيادة الصادرات، تتفق الاتفاقية مع رؤية الهند لتصبح دولة تعتمد على نفسها أكثر.

يأتي توقيع اتفاقية الاستثمار الثنائية في وقت يسعى فيه كلاً من الهند والإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية واستكشاف مجالات جديدة للتعاون. شهدت الإمارات مؤخرًا نموًا كبيرًا في إعلانات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، مما يشير إلى نظرة اقتصادية قوية ومناخ استثماري مواتٍ. من جهة أخرى، شهدت الهند زيادة مستمرة في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع تسجيل استثمارات كبيرة على مر السنين الماضية، مما يؤكد جاذبية البلاد المتزايدة كوجهة رئيسية للاستثمار الأجنبي.

تعد اتفاقية الاستثمار الثنائية بين الهند والإمارات أكثر من مجرد اتفاقية اقتصادية؛ إنها تؤكد على العلاقات الدبلوماسية القوية والثقة المتبادلة بين الهند والإمارات. من خلال تعزيز التجارة والاستثمارات الأجنبية، من المتوقع أن تمهد الاتفاقية الطريق لعصر جديد من التعاون الاقتصادي، وتفتح الأبواب أمام العديد من الفرص للنمو والتنمية في مختلف القطاعات، بما في ذلك معالجة الألبان ومعالجة اللحوم ومصانع الأعلاف الحيوانية وغيرها.

تمثل اتفاقية الاستثمار الثنائية بين الهند والإمارات خطوة استراتيجية نحو تعزيز الارتباط الاقتصادي ثنائي الجانب، وتعد بتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين بشكل أكبر. من خلال هذه الاتفاقية، يستعد كل من الدولتين للشروع في رحلة من التكامل الاقتصادي المتزايد والازدهار المشترك، مما يشكل معلمًا مهمًا في شراكتهما طويلة الأمد.