تقف البوابة بمثابة سرد للذاكرة الجماعية، حيث تعترف بأكثر من 1.5 مليون جندي من الهند قبل التقسيم
في خطوة مهمة لتكريم تضحيات ومساهمات الجنود الهنود في الحربين العالميتين، بدأت مدينة برايتون الساحلية في جنوب شرق إنجلترا تقليدًا جديدًا. واعتبارًا من أكتوبر 2024، ستستضيف المدينة حدثًا سنويًا متعدد الأديان عند نصب بوابة الهند التذكاري لتذكر جنود الهند غير المقسمة الذين قاتلوا إلى جانب القوات البريطانية.

تعد بوابة الهند، الواقعة عند المدخل الجنوبي للجناح الملكي، رمزًا مؤثرًا للامتنان من "أمراء الهند وشعبها" لمدينة برايتون لدورها أثناء الحروب. البوابة نفسها، التي كشف النقاب عنها في 26 أكتوبر 1921، من قبل مهراجا باتيالا، بوبندر سينغ، تربط برايتون بشبه القارة الهندية.

لا تقف البوابة كهيكل مادي فحسب، بل باعتبارها سردا للذاكرة الجماعية، حيث تعترف بأكثر من 1.5 مليون جندي من الهند قبل التقسيم الذين خدموا في الحرب العالمية الأولى وأكثر من 2.5 مليون جندي شاركوا في الحرب العالمية الثانية. جاء هؤلاء الجنود من الدول الحديثة مثل الهند وباكستان وبنغلاديش ونيبال وبوتان وميانمار، ويشكلون أكبر جيش تطوعي في التاريخ.

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأخيرة، تم الاتفاق على قرار تقديم حدث سنوي من قبل لجنة الثقافة والتراث والرياضة والسياحة والتنمية الاقتصادية التابعة لمجلس برايتون وهوف. وشدد المستشار آلان روبينز، رئيس اللجنة، على أهمية مشاركة القصص المتنوعة لهؤلاء الجنود. ونقل أحد التقارير الإخبارية عنه قوله: "إن هذا الحدث هو وسيلة مناسبة لضمان اعتراف سكاننا بمساهماتهم وتضحياتهم وفهم التاريخ المتنوع لمدينتنا المتعددة الثقافات بشكل أفضل".

ويهدف الحدث إلى أن يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد حفل تذكاري نموذجي من خلال تعزيز فهم وتقدير الخلفيات المتعددة الثقافات للجنود، مما يعكس روح المدينة الشاملة والترحيبية. سيكون التجمع متعدد الأديان، مع التركيز على تنوع الخلفيات الدينية للجنود الهنود والاحتفال بسمعة المدينة فيما يتعلق بالتماسك الاجتماعي.

سيكون تخطيط الحدث وتنفيذه بمثابة جهد تعاوني يشمل متاحف برايتون وهوف ومجلس المدينة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إشراك أفراد القوات المسلحة المحلية والمحاربين القدامى، وجمعية الخدمات الهندية السابقة غير المقسمة، وقادة من مجتمع جنوب آسيا الأوسع، لضمان احترام الحدث وتمثيله بدقة للتاريخ والمشاعر المعنية.

ويعتبر المستشار محمد أسد الزمان، الذي من المقرر أن يصبح أول عمدة لمدينة برايتون وهوف في جنوب آسيا، من أشد المؤيدين لهذه المبادرة. وقد نُقل عنه قوله: "يسعدني أن أرى الموافقة على هذا المشروع. ومن الضروري أن نضمن التفاعل المتناغم بين المجموعات ذات الهويات الثقافية المختلفة ونحتفل برغبتهم في العيش معًا.

وكجزء من هذه المبادرة، سيتم أيضًا توجيه الجهود نحو ترميم البوابة الهندية وحديقة الجناح الملكي، بدعم مالي من صندوق تراث اليانصيب الوطني. تهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على الآثار المادية والقصص التي تمثلها.

سيكون الحدث السنوي الجديد في بوابة الهند بمثابة إضافة مهمة إلى التقويم الثقافي في برايتون، مما يخلق مساحة للتأمل والتعليم وتقدير مساهمات الجنود الهنود في التاريخ العسكري البريطاني. يعد بأن يكون بمثابة تذكير قوي بالتاريخ المشترك والروابط الدائمة بين برايتون وشبه القارة الهندية.