يقول رئيس الوزراء مودي: "علينا أن نستثمر في البنية التحتية القادرة على الصمود اليوم، من أجل غد أفضل".
تسليط الضوء على الدور الحاسم للبنية التحتية المرنة في مكافحة الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية، أكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي يوم الأربعاء (24 أبريل 2024) على الحاجة الملحة للاستثمار في أنظمة قوية يمكنها تحملها وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع.

كما سلط الضوء على الجانب الإنساني للكوارث الطبيعية الذي كثيرا ما يتم تجاهله، وأشار إلى أن الزلازل وغيرها من الكوارث لها آثار بعيدة المدى على المجتمعات، تتجاوز الأضرار الاقتصادية القابلة للقياس. وأشار إلى أن "الكوارث الطبيعية يمكن أن تعطل شبكات المياه والصرف الصحي، مما يعرض صحة الناس للخطر، ويؤثر على محطات الطاقة، مما يؤدي إلى مواقف خطيرة محتملة".

كان رئيس الوزراء مودي يلقي كلمة في النسخة السادسة من المؤتمر الدولي للبنية التحتية المقاومة للكوارث (ICDRI) عبر رسالة فيديو.

الاستثمار في المستقبل

وشدد رئيس الوزراء على أهمية دمج المرونة في مشاريع البنية التحتية الجديدة وكذلك جهود إعادة البناء بعد الكوارث. وأكد أنه "يجب علينا الاستثمار في البنية التحتية المرنة اليوم من أجل غد أفضل". ومع كون القدرة على الصمود جانبًا أساسيًا، يمكن للمجتمعات أن تتعامل بشكل أفضل مع الآثار المباشرة والطويلة الأجل للكوارث والتعافي منها.

ومع إدراك أن الكوارث لا تعرف الحدود، دعا رئيس الوزراء مودي إلى استجابة عالمية موحدة لتعزيز القدرة على الصمود. وقال "لا يمكن للعالم أن يكون قادرا على الصمود بشكل جماعي، إلا عندما تكون كل دولة قادرة على الصمود بشكل فردي"، مشددا على الطبيعة المترابطة لعالم اليوم والمخاطر المشتركة التي تشكلها الكوارث الطبيعية. ويعد المؤتمر، الذي استضافه مركز CDRI، بمثابة منصة مهمة لتعزيز هذا التعاون العالمي.

دعم الفئات الأكثر ضعفاً

وتم إيلاء اهتمام خاص لاحتياجات الدول الجزرية الصغيرة النامية، المعرضة بشكل خاص للكوارث. واستشهد رئيس الوزراء بأمثلة محددة على الإسكان المرن في دومينيكا، وشبكات النقل المرنة في بابوا غينيا الجديدة، وأنظمة الإنذار المبكر المحسنة في جمهورية الدومينيكان وفيجي.

وفي معرض تعليقه على رئاسة الهند الأخيرة لمجموعة العشرين، سلط رئيس الوزراء مودي الضوء على تشكيل مجموعة عمل جديدة للحد من مخاطر الكوارث تركز على تمويل البنية التحتية المرنة. تعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان النمو المستدام والمرن لجميع الدول المشاركة في التحالف.

نمو التحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث

منذ إنشائه في عام 2019، توسع التحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث (CDRI) ليصبح تحالفًا عالميًا مهمًا، يضم الآن 39 دولة و7 منظمات. وأعرب رئيس الوزراء عن تفاؤله بشأن هذا النمو، قائلاً: "هذه علامة جيدة للمستقبل". وأشاد بالتقدم الذي أحرزه التحالف في تعزيز التعاون العالمي نحو بنية تحتية مرنة، والتي أصبحت حاجة أكثر إلحاحا في مواجهة الكوارث الطبيعية المتزايدة.

من المقرر أن يستمر ICDRI 2024 لمدة يومين، لتعزيز المناقشات التي تهدف إلى تعزيز الحوار العالمي والتعاون بشأن البنية التحتية المقاومة للكوارث والمناخ. إن موضوع هذا العام "الاستثمار اليوم من أجل غد أكثر مرونة" يلخص بشكل مناسب هدف المؤتمر: توحيد الحكومات، ومجتمع البنية التحتية العالمي، وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، والقطاع الخاص في تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية المستدامة والقادرة على الصمود.

ومع استمرار المؤتمر، فإن المناقشات والقرارات المتخذة سوف تؤثر بلا شك على النهج العالمي لبناء البنية التحتية القادرة على تحمل التحديات التي تفرضها الكوارث الطبيعية وتغير المناخ، وبالتالي حماية مستقبل المجتمعات في جميع أنحاء العالم.