يقول EAM Jaishankar إن العالم المتعدد الأقطاب المتطور يطرح تحديات وفرصًا
عُقد منتدى مستقبل الآسيان الأول في هانوي في 23 أبريل 2024، مما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون وتعزيز رؤية جماعية لمستقبل جنوب شرق آسيا. وقد جمعت هذه المنصة قادة الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بما في ذلك رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، إلى جانب شخصيات عالمية بارزة أخرى، وممثلين عن المنظمات الدولية.

الكلمة الرئيسية التي يلقيها EAM S Jaishankar

ألقى وزير الشؤون الخارجية إس جايشانكار خطابًا افتراضيًا مقنعًا، دعا فيه إلى تعاون أكبر بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والهند للتعامل مع حقائق النظام العالمي الناشئ.

"اليوم، أصبحت آسيا متعددة الأقطاب والعالم متعدد الأقطاب أمرًا بديهيًا على نحو متزايد. وهذا يبرز الدور المهم لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والهند في التعامل مع حقائق النظام العالمي الناشئ. وهو يؤكد الحاجة إلى مزيد من التعاون والتكامل. التنسيق بين الهند والآسيان".

وفي معرض الإشادة ببدء المنتدى وتسليط الضوء على العلاقات العميقة والتاريخية بين الهند والآسيان، قال "إن الهند والآسيان جارتان تتقاسمان روابط ثقافية وحضارية عمرها آلاف السنين. إن العلاقة بين الآسيان والهند، التي دخلت عقدها الرابع ونضجت لتصبح "شراكة استراتيجية شاملة" تقوم على القيم المشتركة والتطلعات المشتركة".

وفي إشارة إلى أن التجمع كان في قلب سياسة الشرق الأوسط الخاصة به وكان ركيزة أساسية في رؤية الهند الأوسع لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أكد EAM Jaishankar مجددًا التزام الهند بوحدة الآسيان ومركزيتها ونظرتها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وذكر أن "الهند تؤمن بأن آسيان القوية والموحدة يمكن أن تلعب دورا بناء في الهيكل الإقليمي الناشئ لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وأشار أيضًا إلى التآزر بين مبادرة الهند للمحيطين الهندي والهادئ (IPOI) ونظرة الآسيان بشأن المحيطين الهندي والهادئ (AOIP)، والتي تعمل على تعزيز أطر التعاون، بما في ذلك التحديات الأمنية الشاملة.

وفي تصريحاته، أشار EAM Jaishankar إلى أن قادة الرباعية كانوا متسقين في تقديم دعمهم الثابت لمركزية ووحدة الآسيان. وأوضح "نعتقد أن الرباعية تكمل الآسيان والآليات التي تقودها الآسيان في جهودها لجعل المنطقة مزدهرة من خلال تقديم فوائد تتمحور حول الناس مثل البنية التحتية الرباعية والمنح الدراسية للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".

وقد تم التأكيد على الدور الذي تلعبه الهند باعتبارها مزوداً صافياً للأمن في المنطقة من خلال مبادراتها الأخيرة، بما في ذلك التدريبات البحرية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والعمليات في منطقة البحر الأحمر التي تهدف إلى توفير خدمات الحماية والإخلاء. وأشار EAM Jaishankar إلى أنه "باعتبارها مزودًا صافيًا للأمن والمستجيب الأول، تهدف مبادرة الأمن والنمو للجميع في المنطقة (SAGAR) إلى المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

وشدد EAM Jaishankar أيضًا على أهمية الالتزام بالقوانين الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقوانين البحار لعام 1982 ومعالجة التحديات العالمية التي تؤثر على الاستقرار والازدهار الإقليميين. وتشمل هذه القضايا تغير المناخ، والهجمات السيبرانية، والجرائم العابرة للحدود الوطنية، وغيرها من القضايا المحورية التي تؤثر على أمن ورفاهية دول آسيان.

كما تطرقت تصريحات الوزير إلى ضرورات العصر الرقمي، بما في ذلك ضرورة وجود سلاسل توريد متنوعة وآمنة ومرنة. وقال إن جائحة كوفيد-19 الأخيرة سلطت الضوء على المخاطر المرتبطة بالتركيز المفرط في قطاعي التصنيع والتكنولوجيا، مما أبرز الحاجة إلى نظام عالمي متوازن وشفاف لسلسلة التوريد.

وفي ختام كلمته، علق إي إيه إم جايشانكار على العالم متعدد الأقطاب المتطور، والذي يمثل تحديات وفرصًا لآسيان والهند. وشدد على الحاجة إلى تعزيز التعاون والتنسيق للتغلب على تعقيدات المشهد الدولي، وبالتالي دعم الدور المركزي الذي تلعبه الآسيان في الشؤون الإقليمية والعالمية.

منتدى مستقبل الآسيان

يهدف منتدى مستقبل الآسيان، الذي صممه رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، إلى توفير منصة ديناميكية لمناقشة وتبادل المبادرات الجديدة ذات الصلة بالرؤية التقدمية للآسيان.

وحضر المنتدى قائمة من القادة البارزين، بما في ذلك رئيس وزراء لاوس سونيكساي سيفاندون، وهو أيضًا رئيس آسيان 2024، والأمين العام للآسيان كاو كيم هورن. ويتكون هيكل المنتدى من جلسة افتتاحية وجلستين عامتين وجلسات غداء عمل موازية تركز على التطورات الرقمية وإعادة تحديد موقع الدور المركزي لآسيان في الشؤون العالمية.

يُظهر منتدى مستقبل الآسيان التزامًا جماعيًا بالتعاون الإقليمي والعالمي بين الهيئات الأعضاء. إن مشاركة الزعماء وأصحاب المصلحة الرئيسيين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدعم الحازم من الهند، توضح مسعى جماعياً نحو مستقبل مستقر وآمن ومزدهر لآسيان والدول الشريكة لها. ولا يسلط المنتدى الضوء على القضايا الحاسمة التي تواجه المنطقة فحسب، بل يمهد الطريق أيضًا للمشاركة المستقبلية التي ستشكل مستقبل المنطقة